|
|
وأضاف الاستاذ سعيد جليل ، بأن الراحل والمولود سنة 1949 بقبيلة النحيت بادا وزدود تارودانت، يعد من كبار الروايس المتخصصين فن “أحواش”، والمطبوعين والمتميزين بموهبة فائقة، فقد كان الراحل سريع الإجابة في محافل أحواش ، قادرا على توليد الصور الشعرية بشكل لكبير، ويمتاز بصوت شجي، وذو بلاغة كبيرة في الخواتم الشعرية، علاوة لضبطه لإيقاعات الإنشاد.وأضاف جليل، بأن الراحل كان أستاذا في الإيقاع ، ويتميز بمهارة كبيرة في حركات أحواش، كما كان يمارس كل أنماط احواش، بدءا بنمط “أهْنقَّار” بمنطقة طاطا، و”الدّْرْسْت” بأنواعها المختلفة بتارودانت، وصولا الى أحواش امي نتانوت، وكان يخترق ويضبط كل تلوينات أحواش.كما كان للراحل حسب ذات المتحدث، الفضل في نقل أحواش من المجال الضيق بجهة سوس، نحو العالمية، من خلال مشاركته في المهرجانات والحفلات في أزيد من 120 دولة ، لينقل بذلك الممارسة الفنية، من الهواية والارتجالية الى الاحتراف والضبط، ويتذكر عشاق فنه وأصدقاؤه رفضه سنة 1969 الهجرة إلى فرنسا، وقرر أن يرتبط بمنطقته، وتأثر في مساره بعمه شاعر المقاومة الهاشمي الناظم المعروف بأشعار المقاومة الدى كلفته كلمته السجن و التعديب اتناء الإستعمار الفرنسي و حتى بعد الاستقلال ،وشكلت سنة 1978 نقطة تحول في مسار يحيا بوقدير حين التقى بالشاعر الحسن أجماع، وهو اللقاء الذي سيثمر عِشرة طويلة توجت بتسجيل أكثر من 70 شريطا.حسن أيت بلا استاذ و فاعل جمعوي بتارودانت وأحد أصدقاء الراحل، قال بأن الراحل كان يتميز بخصال حميدة، وعزة نفس، وعرف عنه حبه لمنطقته “النيحت” التي تولى رئاسة جماعتها عن حزب الاتحاد الدستوري في الفترة 2003/2009، وتمكن من إنجاز عدد من المشاريع التنموية بالمنطقة، وأضاف ايت بلا بأن الراحل يتميز بتفكير حداثي منفتح على الآخر، وهادئا في طبعه حتى أن كلامه كان عبارة عن درر لا يمل الجالس معه من الاستماع إليه، وينسب إليه الفضل في إنشاء فرقة أحواش فتيات امي نتانوت التي جابت العديد من الدول الأوروبية.عبد المناني سيناريست وشاعر أمازيغي بدوره قال "أظن أن شهر غشت الحالي قد حل علينا بضريبة فكرية وفنية صعبة جدا، لأن الإسم الذي فقدنا بحلوله، هو واحد من الأسماء الفنية والكبيرة جدا في عطائها الفني والثقافي، المرحوم يحيا بوقدير أزدو من أهرامات تنضامت، وأحد كبار أسايس ومن المكتبات المهمة التي تحفظ عن ظهر قلب تراثا كبيرا في الكلمة الشعرية الأمازيغية بصيغة تنضامت”.وأضاف أن “الراحل يعد مدرسة شعرية كبيرة تخرجت على يديه أفواج مهمة من الشباب ومن العازفين المهرة على آلة البندير، وفرقته الفنية كانت دائما خير سفير لأحواش بكل بقاع العالم، شخصيا أعتبر رحيل المرحوم يحيا بوقدير خسارة كبيرة للفن والثقافة الأمازيغية، لأننا لازلنا في حاجة ماسة لكل فنانينا ومثقفينا بتنوع أساليبهم ومدارسهم، ولكن نأمل أن يستمر الشباب الذي تتلمذ على يده في حمل المشعل الفني والارتقاء بالكلمة الأمازيغية، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
تعليقات
إرسال تعليق